عواصف رعدية عنيفة تجتاح شمال فرنسا وتتسبب بقطع الكهرباء وإيقاف القطارات
عواصف رعدية عنيفة تجتاح شمال فرنسا وتتسبب بقطع الكهرباء وإيقاف القطارات
ضربت عواصف رعدية عنيفة شمال فرنسا، مساء الأحد، ما تسبب في أضرار مادية وقطع التيار الكهربائي وتوقف حركة القطارات في عدة مدن فرنسية.
واجتاحت رياح عاتية أجزاء من شمال فرنسا، قادمة من الجنوب الغربي، ما أدى إلى قطع الكهرباء عن 11 ألف منزل في إقليم "إيل دو فرانس نورماندي" (شمال وسط البلاد)، وفقا لشبكة نقل الكهرباء، بالإضافة إلى نحو ألف منزل آخرين في "لور" في نورموندي، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.
ونحو الساعة 6 مساء (بتوقيت باريس)، وصلت العواصف الرعدية إلى العاصمة الفرنسية باريس وضواحيها، وأوضحت القناة المتخصصة في الطقس أن هذه العواصف عنيفة مصحوبة بأمطار غزيرة وسقوط برد، وهبوب رياح قوية مفاجئة، وانخفضت درجة الحرارة من 30 إلى 20 درجة مئوية في بضع دقائق في العاصمة، كما تم تسجيل أول هبوب رياح بسرعة 100 كم/ ساعة أو أكثر.
وأدت هذه العواصف الرعدية إلى توقف حركة القطارات في بعض المناطق مساء الأحد، واضطر الركاب إلى البقاء في محطات القطار بسبب حوادث مرتبطة بالعواصف الرعدية في شمال فرنسا، بحسب الشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية.
وقالت الشركة إن حركة القطارات متوقفة على خطوط معينة وخاصة من محطة "الشمال" الرئيسية خاصة "بعد مرور العواصف الرعدية على عدد معين من المسارات".
ووضعت هيئة الأرصاد الجوية 33 إقليما في فرنسا في حالة التأهب "البرتقالي" لمواجهة مخاطر تلك العواصف العنيفة المصحوبة بسقوط برد وهبوب رياح قوية، القادمة من الجنوب الغربي إلى "نورماندي" و"إيل دو فرانس" (شمال وسط فرنسا) وفي إقليم "أو دو فرانس" شمال البلاد.
وكانت الهيئة قد أكدت في وقت سابق أن رياحا ستهب بسرعة تتراوح بين 60 و70 كم/ ساعة وستكون درجات الحرارة الصغرى بين 14 و18 درجة ومن 19 إلى 22 درجة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط والكبرى من 22 إلى 24 درجة في الربع الشمالي الغربي من البلاد ومن 26 إلى 30 في أماكن أخرى وستصل من 31 إلى 33 درجة في البيريني الوسطى (جنوب فرنسا) وإقليم "بروفانس" (جنوب شرق البلاد).
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.